giovedì 27 dicembre 2018

نسعى دوما لمواكبة ودعم جهود الحكومة في كافة المجالات بما في ذلك قطاع الإسكان للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة

مع ارتفاع درجات الحرارة وهبوب رياح الخماسين على جيبوتي العاصمة ضربت موجة من الحرائق -خلال شهر يوليو الماضي- عددا من الأحياء الشعبية في بلدية بلبلا ذات الكثافة السكانية المرتفعة، خصوصا حي 4 متر، وبلبلا 7، مخلفة وراءها دمارا هائلا، وخسائر كبيرة في الممتلكات قُدرت بمئات الملايين من الفرنكات وفقا لتقديرات وزارة الداخلية.ولمواجهة هذه الكارثة التي جعلت سكان تلك الأحياء يبيتون في العراء بادرت الحكومة فورا بتوجيهات من رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله لتلبية الاحتياجات العاجلة للعائلات المنكوبة. بدورها واكبت مؤسسات القطاع الخاص وبعض الهيئات والمنظمات الخيرية كالرحمة العالمية بدولة الكويت عبر مكتبها جهود الحكومة للتخفيف من معاناة مئات العائلات المتضررة بفعل تلك الحرائق.
ولمعرفة المزيد حول مساهمة الرحمة العالمية في عملية إعادة إسكان تلك الأسر، ومشروعات المساكن الاجتماعية لمؤسسة «الحق في السكن» التقينا بمدير المشاريع في المكتب الإقليمي للمنظمة في جيبوتي السيد/ علمي يوسف طاهر، وأجرينا معه الحوار:-
القرن / بداية كيف تابعتم أخبار الحرائق الهائلة التي تعرضت لها عدة أحياء في بلدية بلبلا بدء من الـ 18 من يوليو الماضي؟

مدير المشاريع/ أولا : أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لجريدة «القرن»على إتاحة هذه الفرصة الهامة لتسليط الضوء على جهود الرحمة العالمية للارتقاء بواقع الفئات الاجتماعية الأكثر احتياجا عموما، ومساهماتها في برامج مؤسسة « الحق في السكن « التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله على وجه الخصوص.
ثانيا : بالنسبة للحرائق التي اندلعت في بعض أحياء بلدية بلبلا خلال الشهر الماضي، في الحقيقة تابعنا باهتمام بالغ هذه الحوادث التي أثرت بنا كثيرا، وقمنا بزيارة ميدانية لبعض تلك الأحياء، خصوصا حي 4 متر والذي أتت النيران على أكثر من 160 بيتا تقطنه قرابة 200 عائلة.
وقد تأسفنا جدا لوقوع هذه الكارثة التي تُعد الأولى من نوعها في التاريخ الحديث للبلاد، وعلى الرغم من حجم الدمار الناتج عنها إلا أن هذه الحرائق – ولله الحمد- لم تؤد إلى خسائر بشرية بحسب ما أفادت به وزارة الداخلية.
وأد هنا الإشارة إلى أهمية الرد السريع من جانب الحكومة لمعالجة هذه المشكلة وتمكين العائلات المتضررة من اجتياز الظروف الصعبة التي كانت تمر بها إثر فقدها جميع ممتلكاتها تقريبا، جراء النيران التي لم تبق شيئا يُذكر.
ومما لفت انتباهي في هذا الشأن القرار الهام الذي اتخذته الحكومة بقيادة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله- بعد أيام قليلة من وقوع هذه الحوادث المؤلمة- والمتمثل في إيجاد مساكن اجتماعية جديدة لـ 200 عائلة في حي «بلدقو».

القرن / إذًا كيف أسهمت الرحمة العالمية في برنامج إعادة إسكان الأسر المتأثرة بتلك الحرائق من قاطني حي 4 متر؟

مدير المشاريع/ كما تعلمون منذ إنشاء مكتبها في جيبوتي عام 1999 ،التزمت الرحمة العالمية بأن تكون شريكا للحكومة في تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والتعليمية والصحية للشرائح البسيطة وذوي الدخل المحدود في جيبوتي.
وانطلاقا من ذلك، أسهمت الرحمة العالمية في برنامج إعادة إسكان الأسر المنكوبة نتيجة الحريق الهائل الذي اندلع في حي 4 متر بمشروع قرية البحرين القرية التنموية، والذي جاء تنفيذه في ظل جهود مؤسسة «الحق في السكن» التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله بعد أشهر قليلة من نيله ثقة الشعب في قيادة البلاد في ولاية رئاسية جديدة في مسعى لحل مشكلة الإسكان وتلبية احتياجات المواطنين ودعم أية مساعي في مجال توفير السكن للجميع.
هذه القرية تتكون على غرار القرى النموذجية الأخرى التي قمنا ببنائها على مدار السنوات الأخيرة من 100 بيت، ومدرسة ومستوصف ومسجد، إضافة إلى مشغل للخياطة وشبكة للمياه العذبة.
ولعل من حسن الحظ تزامن الانتهاء من عمليات تشييد وتجهيز هذه القرية التنموية، ووقوع الحريق المذكور الذي أتى على الأخضر واليابس في حي 4 متر.
وقد صدرت التوجيهات من رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله بضرورة الإسراع في استكمال المشروع « قرية البحرين النموذجية « لإعادة البسمة والبهجة -من خلاله - إلى وجوه العائلات وأبنائها بعد أن كادت تستسلم لليأس والإحباط.
ونؤكد مجددا أننا نسعى دوما لمواكبة ودعم جهود الحكومة في كافة المجالات بما في ذلك قطاع الإسكان للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.
ومما يجدر بالذكر في هذا المقام القرى النموذجية الأخرى التي قامت الرحمة العالمية بتشييدها في السنوات الأخيرة، كقرية الرحمة في دخل ، وقرية مؤمنة1 في ناحية ليتا، ومؤمنة 2 في ناحية عمر جكع ، وقرية دوحة الخير في ناحية «دميرجوك»، فيما لا تزال قرى مماثلة في كل من علي صبيح وتجورا قيد البناء.
هذه الخطوات تأتي جميعها لمواكبة برامج الحكومة التي ستتركز -في السنوات الخمسة المقبلة- على قطاع السكن الاجتماعي، ومن دون شك فإنها ستسهم في جهود توفير السكن الملائم والخدمات الأساسية للسكان خصوصا في المناطق الريفية.
ومن باب رد الجميل لأهله، ننتهز هذه الفرصة للتعبير عن مدى امتناننا وشكرنا وتقديرنا لأهل الخير والإحسان من دول الخليج العربية على تقديم التبرعات لتمويل مشاريع بناء تلك القرى النموذجية التي ستبقى رمزا للعلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين جيبوتي ودول الخليج العربي.

Nessun commento:

Posta un commento